NEWS
الغتم: إدارة الجائحة تحتاج إلى تكريس جميع التخصصات العلمية
الغتم: إدارة الجائحة تحتاج إلى تكريس جميع التخصصات العلمية
الفرق الطبية تقوم بأدوار رائعة ولكن العالم يواجه ما هو أبعد من المرض
أشادت رئيسة مختبر البحث للعمران والسّكن في كلية الهندسة بجامعة البحرين الباحثة الأكاديميّة وفاء عبدالرحمن الغتم بالقرارات الإداريّة الصّحّيّة الحكيمة وسُبل معالجة واحتواء أزمة الجائحة العالميّة في مملكةِ البحرين، بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء لفريق البحرين وقدرته العالية على إدارة التعامل المشهود له عالمياً في مكافحة جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) وإطلاق المبادرات والخطط الوقائية قبل بدء انتشار الفيروس الأمر الذي ساهم في مواجهته وحماية كافة المواطنين والمقيمين في البحرين. كما
جاء ذلك في مشاركة الباحثة الغتم في المؤتمر العلميّ الإلكتروني الذي أقامه مركز دراسات العلوم الرّياضيّة المتقدّمة في الجامعة الأميركيّة في بيروت، بالتعاون مع جامعة لندن، ويو سي ال ومركز الأبحاث كاسا، وذلك يوم الخميس (11 يونيو 2020م)، ضمن مجموعة من الخبراء والمحلّلين والأكاديميّين لمناقشة موضوع “منظورات علميّة لتحليل انتشار جائحة فيروس كوفيد – 19” في العديد من مناطقِ العالم، من بينها: مملكة البحرين ولبنان والهند وفنلندا وإسبانيا.
وعرضت رئيسة مختبر البحث للعمران والسّكن في الجامعة في المؤتمر المساعي المخلصة والجهود الاستثنائيّة التي يبذلها الفريق الوطني الطبي للتصدّي لفيروس كورونا المستجد برئاسة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة رئيس الفريق الوطني للتّصدّي لفيروس كورونا (كوفيد – 19)، ونائبه اللّواء بروفيسور الشّيخ خالد بن علي آل خليفة قائد الخدمات الطبية الملكية، رئيس اللجنة الوطنية لأبحاث جائحة كورونا، وجميع أعضاء الفريق. كما أشارت في حديثها إلى القرارات والإجراءات الحكيمة التي اتّخذها هذا الفريق، إلى جانب التّطبيقات والممارسات الصّحّيّة الكبيرة التي يبذلها القطاع الطبي في الخطوط الأمامية، بالإضافة إلى جهود الجهات الأمنية ودورها الكبير في حماية مملكةِ البحرين وأهلها، إضافة إلى حزمة المبادرات التي جرى اتخاذها منذ شهر فبراير الماضي على جميع الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية وغيرها.
ودعت الباحثة الغتم – في مشاركتها – إلى ضرورة إجراء دراسة علميّة متعمّقة لتحليل وفهم تركيبة مساكن العُمّال في المناطق المكتظة، ودراسة الحلول المعماريّة والعمرانيّة المؤقّتة والدّائمة للحدّ من انتشار الفايروس ضمن هذه الفئة الاجتماعيّة تحديداً، ومحاولة تفكيك العلاقة ما بين التركيبة المكانية والجغرافية وما بين انتشار (كوفيد–19)، وذلك عبر: قراءة طبيعة المكان، والانعكاسات الاجتماعيّة لبُنيةِ التجمعات السكنية وتكوينها، بالإضافة إلى تحليل سرعة الانتشار عبر الربط ما بين البيانات والتوزيعات الجغرافية والعمرانية السكنية والمراكز الاقتصادية.
وأشارَت – خلال حديثها – إلى أهميّة دعوة كافة الاختصاصيّين والباحثين في مجالات الطبّ والعمارة وعلم الاجتماع وغيرهم من أجلِ خلق حوارات حقيقية وتبادل وجهات النظر العلمية والتجارب للقضاء على انتشار المرض في التجمعات السكانية.
وأكدت “اليوم – وأمام هذا الحدث الاستثنائيّ الذي يشهده كلّ العالم – يجب أن نسخّر كافة الأدوات العلمية للتوصل إلى حلول حقيقية ومنطقية تُسهم في تجاوز الأزمة. ولا يجب أن نحصر الموضوعات في الجوانبِ اللصيقة بها فحسب، خصوصا وأنّ معظم أدوات ومنهجيات البحث العلمي الحالية تتجه لعزل الموضوعات من سياقاتها الاعتيادية بهدف استخلاصِ معلوماتٍ مفصّلة ومتخصّصة ولها قابليّة للقياس”.
وأضافت في سياق عرضها بأن هذا الأسلوب الثقافي والمنهجي العلمي هو قاعدة معيارية وتجريبية معتمَدة عالمياً، وتتيح إجراء تقييمات أكثر دقة لاستيعاب المخاطر الناشئة عن أية أسباب أو ظروف. كما تُساهم فعلياً في معالجة التّعقيدات المحيطة بالجائحة”.
واستطردت الغتم “نحن بحاجة إلى ممارسة علمية أوسع لاستخدام واستثمار المعلومات المستمَدة من الواقع عبر استيعاب العلاقات المتبادلة والمترابطة ما بين البيانات الموجودة في الأنظمة”، مشيرةً إلى أنّ التوجه إلى معالجة التعقيدات واستكشاف كافة الأبعاد المحيطة بهذه الجائحة وفقاً للموارد والمصادر المتاحة؛ من شأنه أن يساهم في إصدار قرارات قائمة على الجانب العلمي والتحليلي العميق، الأمر الذي يمكّن من حل كافة الإشكاليات، حيث أنّ غياب المعرفة الكافية قد يؤدي إلى خسائر وأضرار لا يمكن التنبؤ بها على الصعيد الاقتصادي والبشري والإيكولوجي.
وركزت على أهمية الوعي العام بأن العالم اليوم أمام حدث استثنائي عالمي لا يتصل بالمنظور الطبي والصحي فحسب “بل هو مشمولٌ بمنظورات علمية وتحليلية متنوعة من بينها السلوك الاجتماعيّ وأثر التّركيبة العمرانية والسكانية على انتشار الفايروس، ودور طبيعة المكان جغرافياً وهندسياً في التصدي لهذه الجائحة”.
وأكدت أن الفرق الطبية، سواء في مملكة البحرين، أو في الكثير من بلدان العالم تقوم بدور مذهل لتقديم المساندة للناس حول العالم، ولكلّ دولة نموذجها الذي تجابه فيه هذه الجائحة “ولكن لا بد أن نعترف أنّ هذا الحدث الطارئ قد يغيّر وعي المجتمعات للعديد من المفعولات الإنسانية الاجتماعية والبيئية والاقتصادية والمعمارية، لذا لا بد أن يقوم – كلٌّ من موقعه ومسؤولياته – بتقديم ما يساند المجتمعات، وذلك عبر فهم الأدوار المناطة بمختلف الحقول العلمية، وتكريس الأدوات المعرفية للحد من أضرار هذه الجائحة”.
وقد تناول المؤتمر عدة المحاور، منها: النماذج والتجارب المناطقيّة المنفردة، وعلوم الشّبكات وسلسلة الانتشار، وسبل التحليل الرياضي لمعطيات الفيروس في حال شُح أدوات القياس، وطرُق جمع المعلومات عبر الدراسات الاستسقائية، ودراسات لسلسلة من النماذج الاجتماعية لفهم سلوكيات الأفراد وانعكاسها على السلوك الجماعي، والوعي الجماعيّ، والعلاقة ما بين تركيبة المدن والعمران وحركة البشر داخل المكان، ووسائل تجميع البيانات عبر استخدام أدوات الاستشعار عن بُعد.
وعلى مدى أيّام إقامة المؤتمر التي امتدّت من 8 وحتى 11 يونيو الجاري، ناقش المشاركون عن بُعد النظريات الرياضية ودورها في تقديم صورة تحليلية لانتشار الجائحة، بالإضافة إلى عرض مجموعة من الدراسات التحليلية للبيانات المتوافرة حول انتشار الفايروس في الدول المشاركة.