لمحة تاريخية
بداية التعليم العالي في البحرين
بدأ التعليم ما بعد المدرسي في البحرين بإنشاء معهد للمعلمين (1966م) ومعهد للمعلمات (1967م)، وذلك لإعداد الكوادر التدريسية لمدراس البحرين التي شهدت نمواً كبيراً. وفي العام 1968 أنشأت كل من: البحرين وقطر وعمان وإمارة أبو ظبي، كلية تقنية لتدريس أبناء هذه البلدان الأربعة العلوم الهندسية والإدارية، وذلك تحت اسم “كلية الخليج الصناعية”.
وفي العام 1976م تحولت مدرسة التمريض التي كانت تستقبل الراغبين في دراسة علوم التمريض بشكل منتظم، إلى “كلية العلوم الصحية” وكانت تتبع وزارة الصحة، وصارت أول كلية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي تقدم هذا النوع من التدريس.
وفي العام 1978م، تحولت معاهد المعلمين إلى تقديم برامج أوسع برعاية اليونسكو، التي اشتركت في وضع البرامج الأكاديمية ليتم إنشاء “الكلية الجامعية للعلوم والآداب والتربية”، وأخذت تقدم شهادة البكالوريوس والدبلوم العالي وخصوصاً في العلوم التربوية. وكان قسم التربية الرياضية بكلية التربية هو أيضاً أول قسم من نوعه في المنطقة.
تطورت كلية الخليج الصناعية بدورها، وصار من اللازم أن ترتقي ببرامجها لتقدم البكالوريوس، فأحدثت نقلة نوعية في البرامج من حيث العدد والتخصصات، فصارت تضم قسماً للهندسة وقسماً لإدارة الأعمال، فصار اسمها “كلية الخليج للتكنولوجيا” منذ العام 1981م.
التأسيس
كانت الحاجة متواصلة في البحرين لتأسيس جامعة، وخصوصاً بعدما نضجت التجارب الأكاديمية التي بدا واضحاً أنها مستعدة للانتقال إلى تجربة جديدة أخرى، فصدر المرسوم الأميري رقم (12) في 24 مايو 1986م بتأسيس جامعة البحرين بدمج كلية الخليج للتكنولوجيا، والكلية الجامعية للعلوم والآداب والتربية.
بدأت الجامعة بأربع كليات: العلوم والآداب، وإدارة الأعمال، والهندسة والتربية. وفي العام 1991م تم فصل “العلوم والآداب” إلى كليتين مستقلتين، وأخذ يتزايد عدد الطلبة المنضمين إلى الجامعة، مع زيادة مماثلة من ثقة سوق العمل بكل قطاعاته في خريجي الجامعة.
تطورات القرن الجديد
في العام 2002م، تم تطوير قسم القانون في كلية إدارة الأعمال إلى “كلية للحقوق” خصوصاً بعدما شهدت مملكة البحرين نهضة كبيرة في الجوانب القانونية والحقوقية. وبعد عام 2003م تم تطوير تخصصات وأقسام في كلية العلوم لتتأسس كلية جديدة هي كلية تقنية المعلومات، إثر الحاجة إلى التخصص الدقيق في جوانب تقنية المعلومات التي بدا واضحاً أن الحاجة إلى التخصص فيها باتت ماسة.
التوجهات الرسمية لتحقيق البحرنة في سوق العمل تتطلب توفير الفنيين والمهنيين المحليين في مختلف الوظائف بحيث يكونون قادرين على التنافس بنجاح، وهذا ما قاد إلى تأسيس كلية التعليم التطبيقي في العام 2005م، لتقدم إلى السوق المحلية كوادر علمية وعملية مؤهلة في عدد من الفروع التي تحتاجها البلاد بشدة.
وكنتيجة لتطوير التعليم في مملكة البحرين، كان لا بدَّ من الذهاب إلى نموذج جديد لتأهيل المعلم بوصفه حجر الأساس في تطوير التعليم، فتم تحويل كلية التربية إلى كلية البحرين للمعلمين في 2008م، استناداً إلى المعهد الوطني السنغافوري لإعداد المعلمين، والتحق قسم التربية الرياضية بكلية العلوم الصحية التي انضمت إلى جامعة البحرين في العام 2011م، لتضيف إلى الجامعة بعداً آخر بتجربتها الطويلة في ميدان التعليم العالي.
نماء وتوسّع
في هذه السنوات، شهدت جامعة البحرين نمواً مطَّرداً على كل المستويات، من ناحية عدد الأساتذة الذين ابتعثتهم الجامعة لنيل الشهادات العليا في جميع القارات، وكذلك العمادات المساندة التي بدأت في التشكل بعد السنوات العشر الأولى من عمر الجامعة وذلك بتكون عمادة للقبول والتسجيل، وعمادة لشؤون الطلبة، وعمادة للدراسات العليا والبحث العلمي. وبينما كانت جامعة البحرين في بداياتها محصورة في مقر واحد وهو مدينة عيسى، صار لها اليوم ثلاثة مقرات: الصخير (الرئيس) ومدينة عيسى (الهندسة) والسلمانية (العلوم الصحية والرياضية).
وعلى الرغم من نشوء الكثير من الجامعات الوطنية الخاصة والأجنبية، إلا أن جامعة البحرين تظل تستقطب ما يقارب من 70% من خريجي الثانوية العامة كل عام، حيث يقارب عدد طلابها المسجلين الثلاثين ألفاً، وحيث تحظى برامجها بالثقة من قبل هيئة جودة التعليم والتدريب، والاعتماديات العالمية كبرامج الهندسة، وتقنية المعلومات، والعلوم، وإدارة الأعمال، فإن العمل جار لاستكمال اعتماديات البرامج الأخرى.
تطورات نوعية
ومنذ بدء إنشاء جامعة البحرين والطالبات في الجامعة يشكلن أكثر من 65% من الجسم الطلابي، الذي يضمُّ إلى جانب البحرينيين، تنوُّعاً للجنسيات الآتية من دول مجلس التعاون، والدول العربية، وكذلك الطلبة المنتمين إلى دول عدة في أكثر من قارة. والأمر نفسه بالنسبة إلى الأكاديميين، إذ يشكل الأكاديميون غير البحرينيين حوالي 25% من الأساتذة بما يتيح للطلبة التفاعل مع أنماط مختلفة من المدارس الفكرية والثقافات المتعددة في وسط منفتح يرحِّبُ بهذا التنوع والتفاعل.
ومع مرور السنوات ازدادت خبرة أكاديميي الجامعة، وتضاعف عطاؤهم، فبينما كان الإنتاج البحثي قبل 30 سنة 1992م يصل إلى 166 بحثاً في العام، فإنه البحوث المنشورة من جامعة البحرين في المجلات العلمية المحكمة في 2020م وصلت إلى 465 بحثاً.
بنية تحتية متكاملة
ومن المميزات التي تنفرد بها جمعة البحرين: البنية التحتية المتكاملة، من الفصول الدراسية االبالغ عددها 300 فصل دراسي، و30 قاعة متعددة الأغراض، وست مكتبات، وعدد من ساحات المطاعم والكافتيريات، والمصليات، والاستراحات الطلابية. كما تقدم عمادة شؤون الطلبة حزمة بالغة التنوع من الأنشطة والفعاليات السنوية والموسمية، منها الرياضية والثقافية والفنية والترفيهية، وتوفر الخزائن المجانية، والمواصلات المجانية لجميع الطلبة، وتعنى بالطلبة ذوي الإعاقة، وتعدُّ الطالب ليكون قيادياً. في الوقت الذي تحتوي الجامعة على حاضنة للأعمال تقدم برامج مدروسة لتحفيز الطلبة وموظفي الجامعة أيضاً على التعرف على ما تعنيه ريادة الأعمال، وتنمي الطموحات لديهم، وتقدم الكثير من أوجه الدعم ليبدأ الطلبة والمنتسبون إلى الجامعة مشاريعهم الذاتية، ويدخلوا غمار هذا العالم الواسع.
تفخر جامعة البحرين أنها تقدم اليوم 103 برامج أكاديمية ما بين الدبلوم والبكالوريوس والدبلوم العالي والماجستير والدكتوراه، يقوم عليها أساتذة حازوا على شهاداتهم العليا من أرقى جامعات العالم، ويدعمهم فريق إداري محترف، مهمته جعل تواجد الطالب والأستاذ في جامعة البحرين، تجربة حياتية وعملية فريدة.
نفخر بخريجينا
وتسعى مؤسسات القطاعين العام والخاص في مملكة البحرين لتوظيف خريجي جامعة البحرين، حيث يعدون الخيار الأول بين خريجي الجامعات المحلية والخارجية، فقد خرجت الجامعة منذ تأسيسها ما يقرب من سبعين ألف طالب وطالبة، أسهموا بشكل فاعل في كل القطاعات، وتقلد عدد كبير منهم المناصب العالية الرفيعة.