NEWS
انطلاق المؤتمر الدولي الثالث للمرونة والاستدامة في جامعة البحرين .. د. المضحكي تدعو لتعزيز الحلول العلمية المبتكرة للحد من أضرار الجائحة.. ليسون: التلوث البلاستيكي وتغير المناخ يؤثران في النظم البيئية.. أ.د. الناصر: زيادة الحرارة بمعدلات عالية ستؤدي إلى اختفاء الجزر الاصطناعية
الصخير – جامعة البحرين (علي الصباغ، وخديجة عبدالسلام)
15 نوفمبر 2021م
أكدت رئيسة جامعة البحرين الدكتورة جواهر بنت شاهين المضحكي، على أهمية إسهام مؤسسات التعليم العالي في الحد من أضرار جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، من خلال تعزيز الحلول المبتكرة والبحث العلمي، وإيجاد الحلول الفعالة المتوافقة مع الرؤى المحلية والعالمية للاستدامة.
ورأت د. المضحكي – في كلمة خلال افتتاح المؤتمر الدولي الثالث للمرونة والاستدامة: التغير المناخي، اليوم الاثنين (الموافق 15 نوفمبر 2021م) – أنه مع اقتراب التغلب على الجائحة التي أوجدت حالة من القلق في مختلف المناطق، تزداد المسؤولية تجاه إيجاد حلول لاستقرار الأنظمة المالية، مشددة على أهمية التخطيط للمستقبل، عبر الاستفادة من الدروس المستخلصة من الجائحة التي عرَّضت الأعمال التجارية للمخاطر، وأجبرت الحكومات على الإنفاق والتصرف بمرونة، لاستيعاب متغيرات جديدة، أعادت رسم الأولويات لديها.
وقالت: “تركز الرؤية العالمية بشكل متزايد على تحدي الاستدامة للمدن التي اعتمدناها موضوعاً للمؤتمر، حيث تحرص جامعة البحرين، بصفتها مؤسسة تعليمية وكياناً بحثياً رائداً في المملكة، على معالجة موضوعات المرونة الحضرية، وقضايا الاستدامة في العديد من الدورات والمشاريع البحثية الممولة”، مشددة على “أهمية دمج العلم والبحث مع سياسات التخطيط وتطبيقات التصميم”.
ورحبت رئيسة الجامعة بالمتحدثين رفيعي المستوى الذين يشاركون من الأوساط الأكاديمية والصناعية في الحدث – الذي يقام بالتعاون مع بنك بي إن بي باريبا “BNP Pariba” - لمدة يومين، مقدمة شكرها للمتحدثين، والمشاركين، وفريق تنظيم المؤتمر بقيادة عميد الدراسات العليا والبحث العلمي في جامعة البحرين الأستاذ الدكتور محمد رضا قادر.
واستقطب الحدث باحثين وخبراء من دول عديدة، من بينها: البحرين، والسعودية، وماليزيا، والهند، والمغرب، والعراق، وباكستان، وإندونيسيا، كما استقطب داعمين هم: معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE) داعماً فنياً، ومختبر أبحاث العمران الذكي والمستدام، ومختبر الطاقة المستدامة، وشركة إتقان للتطوير.
ومن ناحيته، أشار عميد الدراسات العليا والبحث العلمي في الجامعة الدكتور محمد رضا قادر، إلى أن المؤتمر يغطي مجموعة واسعة من الموضوعات الحديثة المتصلة برؤية البحرين 2030، وأهداف التنمية المستدامة، من خلال 130 ورقة علمية يناقشها المشاركون.
وأوضح أن من بين موضوعات المؤتمر التنوع البيولوجي والبيئة، وأنظمة البناء والعمليات، وبناء طرق وأدوات التقييم، ونظم نمذجة معلومات البناء، وتغير المناخ، والتعاون من أجل الاستدامة في المنطقة الآسيوية، ومناهج التفكير الإبداعي والاستدامة، والكوارث والصراعات، والاستثمار المستدام، معرباً عن اعتقاده بأن الأوراق العلمية ستكون ذات فائدة كبيرة لحداثتها وغناها.
أما عميد كلية العلوم الدكتور محمد مصطفى الحلو، فأعرب عن سعادته باستمرار الجامعة في سلسلة مؤتمرات المرونة والاستدامة، من خلال الشراكة بين مختلف الكليات، مؤكداً أهمية موضوع المؤتمر، حيث تبحث جائزة نوبل في الفيزياء هذا العام الدور البشري في تغير المناخ.
وأكد د. الحلو أن موضوعات المؤتمر، وما يطرحه من أوراق بحثية، يمثل فرصة لطلبة الدراسات العليا والأستاذة، خصوصاً في كليات العلوم، والهندسة، وإدارة الأعمال.
وخلال الجلسة الرئيسية، لفت المتحدث الرئيسي شريك الاستدامة في بنك بي إن بي باريبا، كريج ليسون، إلى أهمية الاعتراف بوجود تهديد يواجه الكوكب، مع الحاجة إلى التغيير المنهجي، مشيراً إلى أن الاحتباس الحراري هو أحد أكبر التهديدات، حيث إنه يؤدي إلى تفاقم مشكلات أخرى يسببها الإنسان مثل التلوث البلاستيكي.
وقال ليسون: “لا يمكن حل المشاكل بمعزل عن غيرها، إذ لا يمكننا إصلاح جزء واحد فقط من النظام دون إصلاح الكل”. ودق المخرج التلفزيوني الشهير ناقوس الخطر بشأن ذوبان الجليد في العالم، حيث لاحظ كريج خلال رحلته في أعالي جبال الألب الفرنسية أن الجو لم يكن بارداً، وسمع من المرشدين أن درجات الحرارة تسببت في ذوبان الأنهار الجليدية خلال السنوات الثلاثين الماضية.
وشدد على أن التلوث البلاستيكي وتغير المناخ يرتبطان ارتباطاً وثيقاً، حيث توقِعُ آثارُهُما السلبية الضررَ على التنوع البيولوجي، والنظم البيئية، والحياة البحرية.
أما المتحدث الرئيسي الثاني، أستاذ الفيزياء في جامعة الخليج العربي الأستاذ الدكتور وهيب عيسى الناصر، فقدم محاضرة بعنوان: “لماذا يجب علينا أن نقلق بشأن تغير المناخ؟”.
وقال أ.د. الناصر: “بعد انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2021 توقع تقرير الأمم المتحدة أن حوالي 14٪ من سكان العالم سيتعرضون لموجات حرارة شديدة، مرة كل خمس سنوات، إذا تم الحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية، فلا بد من السعي من أجل ألا ترتفع درجات الحرارة، ولا تتجاوز 1.5 درجة مئوية”.
وتابع قائلاً: “إن الزيادة بمقدار 1 درجة مئوية تؤثر في متوسط درجة حرارة الأرض على الطقس، وتؤدي إلى: تبخر المياه، وتحدث موجات الحرارة، والجفاف، وذوبان الجليد، والحرائق الهائلة، والفيضانات المفاجئة”، مشيراً إلى أنه “في حال زيادة الحرارة بمعدلات أكثر من ذلك، فإن أشياء كثيرة يمكن أن تحدث، مثل: الجفاف لفترة، ثم تتبعه العواصف الرعدية لفترة، ومن ثمَّ زيادة هطول الأمطار بنسبة 10٪، مع اختفاء الجزر الاصطناعية بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر، وكذلك يؤدي هذا الارتفاع إلى انخفاض التنوع البيولوجي، وجملة من التأثيرات الصحية”.