NEWS
جامعة البحرين تدرب الطلبة بمهارات الحوار وتقبل الرأي الآخر
جامعة البحرين تدرب الطلبة بمهارات الحوار وتقبل الرأي الآخر
أكدت عميدة شؤون الطلبة في جامعة البحرين الدكتورة فاطمة محمد المالكي، أهمية الاحترام والمرونة وتقبل الرأي الآخر في أيّ حوار يراد له النجاح، كما أكدت أهمية اختيار الوقت المناسب لإجراء حوار ناجح، داعية إلى عدم احتكار الحوار وتجنُّب إعلاء الصوت من أجل فرض الرأي.
وقالت د. المالكي في محاضرة بعنوان “مهارات الحوار وتقبل الرأي الآخر”، ضمن برنامج ورش إعداد قادة المستقبل: “إن الاحترام يعد من أهم متطلبات الحوار والتواصل، حيث يعكس ثقافة الشخص وتربيته ومبادئه الأساسية، ويعدُّ من المهارات التي يمكن أن يتدرب عليها الفرد ويكتسبها، مضيفة “أحياناً قد يكون المطلوب في الحوار والنقاش التعبير عن الاحترام بشكلٍ واضح والتأكيد عليه، وطلب الاحترام من الآخرين بأسلوب مناسب”.
دعت د. المالكي الطلبة إلى أهمية تجنب الانفعال أثناء الحوار، موضحة أنّ الانفعال الشديد والغضب يُفقِد التركيز، ممّا يؤدّي إلى التفوُّه بألفاظ غير لائقة، وعدم سماع ما يقوله الطرف الآخر، بالإضافة إلى تخيل سماع أشياء لم تقل في بعض الأحيان أيضاً، وبالتالي تكون ردَّة فعل المحاور سلبيَّة.
ودعت د. المالكي إلى المرونة في الحوار، وقالت في هذا السياق: “إن المهارات المطلوب توفرها في الشخص المحاور هي مهارة المرونة، والقدرة على فهم وجهات النظر المختلفة واستيعابها والتعامل معها من جهة، والقدرة على مسايرة الحوار والمضي فيه حتى وإن انحرف عن مساره أو عاد إلى نقطة البداية من جهة أخرى”، مؤكدة أن “المرونة من أهم المهارات اللازمة لإدارة حوار فعّال أو المشاركة فيه، وتتجلى المرونة في التعبير عن قناعات جديدة بعد الحوار أو النقاش”.
ولفتت د. المالكي أثناء حديثها عبر منصة مايكروسوفت تيمز، إلى أهمية إتقان لغة الجسد من أجل نجاح الحوار، واعتبرت أن “لغة الجسد جزء رئيس من كل حوار أو نقاش، مشيرة إلى أن إتقان قراءة تعابير الآخرين وانفعالاتهم التي تظهر على جسدهم؛ يعد من أهم المهارات للتحاور وإدارة النقاش”.
وتابعت أن لغة الجسد تُقرأ ولا تُكتب، فالمطلوب أن تطوَّر مهارة قراءة لغة الجسد، وأما ضبط الحركات ونبرات الصوت فيجب أن ينبع من ممارسة كي لا يبدو مصطنعاً، مشيرة إلى أن الثقة بالنفس تعد مفتاحاً للتعبير بلغة الجسد بشكل مثالي دون الحاجة إلى التصنع”.
واستعرضت د. المالكي أسباب الاختلاف وقالت: “نحن نختلف لأننا نمارس حقنا الطبيعي في إبداء الرأي أو القناعة أو التصور الذي نحمله، حتى وإن كان لا ينسجم أو يتناغم أو يتشابه مع الآخرين، ونختلف لأننا نحمل بصمات وجينات وقناعات مختلفة ومتنوعة ومتعددة”، موضحة: “حينما نؤمن بحقيقة الاختلافات بين مختلف البشر، وحينما نمنح الآخر حقه الطبيعي في التعبير عن آرائه وقناعاته، من دون أن نُمارس الشخصنة، فإننا نعرف جيداً كيف نختلف”.
ورأت د. المالكي أن مفهوم الاختلاف يعتبر ثقافة ونهجاً وسلوكاً، مهما كان مصدره أو مستواه أو حدته، وحالة متقدمة جداً من الرقي والوعي والمسؤولية عند المجتمعات والشعوب والأمم، خصوصاً تلك التي آمنت بحتمية وضرورة الاختلاف كثقافة حضارية وإنسانية تستحق أن تتأصل وتتجذر في فكر ومزاج وقناعة البشر.
وقالت أيضاً: “من المهم جداً توعية الشعوب بثقافة الاختلاف، وإعطاء مساحات كبيرة للتفكير والحوار والنقاش والاتفاق للوصول إلى نتائج إيجابية لها فوائد عظيمة تعود بالنفع على المجتمع وتفيد الأجيال القادمة في المستقبل”.
وتحدثت الدكتورة المالكي عن أنواع الحوار قائلة: “من أصناف الحوار: (المجادلة) وتتصف بأنها مذمومة بشكل عام؛ نظراً لقيامها بين المتخاصمين عادة، و(المناظرة) وهي عبارة عن جلب كل ما يقتنع به المحاور ويراه وفقاً لبصيرته ليقدمها إلى الآخرين من خلال هذا النوع من المباحثات أو المباريات، و(المناقشة) وتعتمد بشكل أساسي على استقصاء كل ما هو صواب والابتعاد عن الأخطاء والتخلي عنها، وتكون بين شخصين أو أكثر”.