NEWS
د. جلال يدعو الدارسين إلى ربط البحث الإحصائي بمشكلات المجتمع وهمومه
محذراً من المبالغة في عرض الأرقام وعدم ربطها بالنتائج حذر أستاذ علم النفس في جامعة البحرين الدكتور أحمد سعد جلال، الباحثين من المبالغة في استخدام الإحصاء واستعراض الكثير من الجداول والرسوم البيانية لنتائج الدراسة من دون الاعتناء بتفسير هذه النتائج وربطها بما استعرضوه من أرقام ودراسات سابقة.وأكد أهمية أن يستنطق الباحث الأرقام والإحصاءات وأن يحاول فهم النتائج في ضوء مجتمعه، مستشعراً مشكلات المجتمع وهمومه، ساعياً إلى حلها وإيجاد الأجوبة لها.جاء ذلك في محاضرة قدمها د. جلال مؤخراً في منتدى كلية الآداب، سلط فيها الضوء على أهمية الإحصاء في البحث العلمي، وأنواعه، وإشكالياته.وعرَّف المحاضر الإحصاء بأنه مجموعة الأساليب والمفاهيم التي تبحث في كيفية جمع البيانات المتعلقة بظاهرة ما وعرضها وتحليلها، ثم توضيح طرق الاستفادة من هذه البيانات.وعرض لنوعين من الإحصاء، وهما: الإحصاء الوصفي، والإحصاء التحليلي أو الاستدلالي، مبيناً المقاييس والاختبارات المستخدمة في هذين النوعين من الإحصاء.إلى جانب ذلك، استطرد د. جلال – الذي يشرف على برنامج الدراسات العليا في قسم علم النفس – في الحديث عن إشكالات الإحصاء، وعد من بينها: تحيز العينة حيث يختار الباحث عينة قصدية، وهو الأمر الذي يقلل من إمكانية تعميم نتائج الدراسة، وذلك أن التعميم السليم يتوقف على التمثيل الجيد لمجتمع الدراسة.وذكر أن من بين المشكلات أيضاً عدم تمثيل العينة لخصائص مجتمع الدراسة بالنسب نفسها، وخطأ الباحث في صياغة الفرضيات، وتغيير الفرضيات بعد الوصول إلى نتائج مغايرة للفرضيات الأولى.ورأى أستاذ علم النفس أن الباحث العربي يواجه عدة تحديات من بينها صعوبة الوصول إلى الكثير من المعلومات والبيانات اللازمة التي يتطلبها البحث العلمي، حيث تعتبر هذه البيانات سرية ولا يجوز الحصول عليها.وذهب إلى أن العديد من الجامعات والمراكز البحثية العربية تفتقر لقواعد البيانات عن البحوث المنجزة، مما يسبب إشكالية لدى طلبة الدراسات العليا عندما يطلب منهم تحديد موضوعاتهم البحثية.وقال: “إلى جانب ما ذكرناه فإن الباحث العربي يعاني أيضاً من نقص كبير في مهاراته البحثية سواء على مستوى تجهيز أدواته البحثية والتأكد من توافر الخصائص السيكومترية لهذه الأدوات، أم عند اختيار عيناته، أم عند تحليل نتائج بحوثه إحصائياً، بل حتى عند كتابة التقارير البحثية، كما تكاد تخلو العديد من الدول العربية من جهات تعنى بتدريب الباحثين فيها على هذه المهارات”.وشدد على أن من بين التحديات التي تواجه الباحثين في المنطقة أيضاً الالتزام بمبدأ الأمانة العلمية، مشيراً إلى دراسة أجراها حمود المقاطع في جامعة الكويت في عام 1999م توصل إلى أن 92% من طلبة الدراسات العليا قاموا بمخالفة قواعد الأمانة العلمية وأصولها، وهو ما يزيد على أعلى نسبة عالمية توصل إليها كبلير في العام(Kibler, 1993) ، إذ لم تتجاوز 75%.